النمو السكاني

يشهد النمو السكاني في العالم تغيرا كبيرا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد أدى التطور الذي شهدته الرعاية الصحية، وصناعة الدواء جنبا إلى جنب مع برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى انخفاض مطرد في معدلات الوفيات مع بقاء معدلات المواليد المرتفعة في معظم بلدان العالم، الأمر الذي ترتب عليه اتساع الهوة بين المواليد والوفيات، وبالتالي ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية.

ونتيجة لذلك، ارتفع عدد سكان العالم إلى ثلاثة مليارات في عام 1960 وإلى أربعة مليارات في عام 1974م وإلى خمسة مليارات في عام 1987م، ويتزايد سكان العالم في الوقت الحاضر بمعدل 1.6%  سنويا، وينخفض هذا المعدل في البلاد المتقدمة إلى 0.3%  بينما يرتفع في البلاد النامية إلى 2%.

لا يتوزع سكان العالم على سطح الأرض توزيعا عادلا، بل إن الصورة العالمية لتوزيع السكان معقدة للغاية، وليس أدل من ذلك على أن نحو نصف سكان العالم يعيشون فوق 5% فقط من مساحة اليابسة بينما لا يعيش فوق 57%  من مساحة الأرض سوى 5%  من مجموع سكان العالم.

ويتوزع سكان العالم كذلك بين الحضر والريف، وتختلف خصائص السكان في كل منهما عن الآخر، فالمدن أكثر ارتفاعا في كثافة السكان من القرى. ومعدلات النمو السكاني في المدن أقوى منها في القُرى، على الرغم من أن معدلات الزيادة الطبيعية في المدن تقل عنها هناك، ويرجع ذلك إلى تيارات الهجرة المتدفقة من الريف إلى الحضر، وهي ظاهرة عالمية تظهر بشكل أوضح في البلاد النامية بصفة خاصة.