الدكتورة إيمان بقاعي.. تكريس تصرفات بيئية جيدة كفيل بنشر وعي بيئي لدى ناشئتنا

بمناسبة اليوم العالمي للأرض ورغبة في الاكتشاف والبحث عن أجوبة تشغل بال الأطفال، أجرت منسقة نادي البيئة الطفلة النشيطة فاتحة غازي حوارا شيقا مع الدكتورة إيمان بقاعي المتخصصة في أدب الأطفال والشباب، وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين..

فاتحة غازي: أستاذة إيمان نرحب بك في مجلة الفطرة، ونود أولا أن تعرفينا بشخصك الكريم؟

الأستاذة إيمان:

شكرا لترحيبكم بي في رحاب مجلة الفطرة التي اطلعت عليها وسعدت جدا بالمجهود المبذول فيها، وقد شرح قلبي ما رأيت.

أنا الدكتورة إيمان بقاعي من لبنان دكتوراه في الأدب العربي (اختصاص أدب الأطفال والشباب). عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين، لي عدة كتابات تهتم بقضايا الطفولة والبيئة أذكر منها: قصة الأطفال والناشئة في لبنان (جدلية الشكل والمضمون)، دراسة أكاديمية في أدب الأطفال، ويوزع ككتاب إلكتروني على موقع نيل وفرات. ـ سيدات صغيرات (مجموعة قصصية للناشئة كتاب إلكتروني في موقع نيل وفرات). ـ أصدقاء البيئة (12 قصة للأطفال ـ سلسلة أدب وسلوك (12 كتابا ثقافيا للأولاد والناشئة ـ رواية للناشئة: أنجزت حديثًا: مغامرات عطلة الربيع (كتاب إلكتروني في موقع نيل وفرات، كيف تكتب قصة للأطفال (دراسة أدبية، كتاب إلكتروني في موقع نيل وفرات) مشروع قيد الإنجاز: معجم مصطلحات أدب الأطفال والشباب (عمل استغرق حوالى 10 سنوات، وهو فريد لعدم وجود معجم كهذا عالميًّا لم ينشر بعد) ـ معجمي الطلابي: لغة عربية ـ عربية (يعد منذ 15 سنة وقد انتهى للتو، لم ينشر بعد)..

فاتحة غازي:

تحتفل بلدان العالم كل سنة باليوم العالمي للبيئة والذي يوافق الخامس من يونيو، سؤالي هو كيف يمكن لنا نحن الأطفال أن نخلد هذا اليوم؟

الأستاذة إيمان:

لا يمكن للأطفال أن يخلدوا ذكرى اليوم العالمي للبيئة في يوم واحد، فتخليد هذا اليوم يعني العمل عليه طوال السنة من خلال تكريس تصرفات بيئية جيدة يجب أن ننشرها من خلال أفعالنا ومن خلال مدارسنا وبيوتنا أيضا وذلك من خلال نشر الوعي البيئي..

فاتحة غازي:

أشكرك أستاذتي الكريمة على جودك وكرمك لإمدادك لي قصة “مغامرات عطلة الربيع” وقد استنتجت حضور وعي بيئي كبير في هذه القصة فما الأسباب التي دعتك لتأليفها؟

الأستاذة إيمان:

يا عزيزتي فاتحة، أشكرك أنت لقراءتك رواية (مغامرات عطلة الربيع) التي أخبرتني أنك وجدت نفسك بها وأصدقاءك وكذا والدتك ،وكونك استنتجتِ حضورًا بيئيا فيها، فالرواية أصلا كتبت لتكريس ثقافة بيئية نحن نحتاج إليها كثيرا وخاصة في زمننا هذا، حيث يسود التلوث بأشكاله كلها ولا نعرف مدى خطورته على صحتنا وحياتنا.

 نعم. تتدهور صحتنا وحياتنا لو لم نقم بعمل إنقاذي من خلال نشر هذه الثقافة، وما أفضل من القصص لفعل ذلك؟ ومن أفضل من الأطفال ليقوموا بهذا العمل ولو من خلال شخصيات روائية؟ نعم إن الأرض للأطفال والصحة للأطفال الذين ينمون بسرعة ولكن نريد أن ينموا بطريقة صحيحة: أصحاء، أذكياء، سعداء أيضا، هذا ما أردت قوله للأطفال الذين يقرأون هذه الرواية: قوموا واعملوا من أجل الحفاظ على صحتكم وعلى أرضكم وبيئتكم حتى لو فشلتم مرة ومرة، لا تستسلموا..

فاتحة غازي:

هل يمكن أن تزودي أصدقاء نادي البيئة بمجلة الفطرة بنصائح وإرشادات للعمل في مجال البيئة؟

الأستاذة إيمان:

يا فاتحة الرائعة ويا أصدقاء نادي البيئة الرائعين الذين يهمكم أن يكون كل شيء على ما يرام:

 الممارسة البيئية الصحيحة يجب أن تبدأ من البيت و يجب أن نتمسك بها (طوال السنة):

(أ) لا تشعلوا الأضواء في النهار، واسحبوا شريط الأجهزة الكهربائية من المقبس ولا تكتفوا بإغلاقها من خلال (جهاز التحكم عن بعد) فإنكم إن فعلتم أدرتم آلات تشغيل معامل الكهرباء التي تلوث الأجواء..

(ب) لا تناموا على شراشف من النايلون ولا تتغطوا بأغطية من النايلون، وراقبوا فراشكم وألحفتكم وحشوة وسائدكم التي يجب أن تكون من القطن أو الصوف؛

(ج) لا تلبسوا إلا القطن أو الصوف ولا تستخدموا أبدا ثياب النايلون؛

(د) ابتعدوا عن الجلوس الطويل أمام شاشات التلفاز والكومبيوتر؛

(هـ) ابتعدوا عن إصدار الضجيج من الراديو والتلفزيون فالضجيج هو نوع خطير من التلوث؛

(و) ابتعدوا عن تناول الأطعمة السريعة المليئة بالزيوت والملح والسكر فهي خطيرة، وحاولوا أن تتذوقوا الطعام الذي تطبخه أمهاتكم وجداتكم في البيت، فهو صحي ولذيذ ويساعد في بناء أجسام قوية..

 خارج البيت:

 -المحافظة على نظافة البحار ورمال الشواطئ؛

-المحافظة على الحيوانات والطيور بأنواعها والحد من صيدها تحت أي هدف، وكذلك الحفاظ على حياة الحيوانات التي تعيش في الشوراع من القطط والكلاب وغيرها لأنها كثيرا ما تتعرض للتعذيب والقتل على أيدي أطفال أشرار لا يعرفون للرحمة طريقا؛

-إطعام الحيوانات والطيور شتاء حين لا تكون قادرة على تحصيل قوتها (وضع الخبز والماء والقمح على الشرفات وحتى بين الأشجار وعلى أطراف الطرقات وخاصة في العواصف والثلج)؛

-الحد من تناول اللحوم لأن الإكثار منها يعني تربية الكثير من الحيوانات المعدة للذبح والتي يؤدي تنفسها ويؤدي روثها إلى انبعاثات ملوثة في الجو؛

-تقليص كميات النفايات التي نرميها؛

-مراقبة الخضار والفاكهة قبل تناولها؛ لأن المزارعين والتجار يرشونها بمواد كيميائية خطيرة تدخل إلى أجسام آكليها، وليتنا نستطيع زراعة الخضار الأساسية في شرفاتنا: من بندورة وخس وبقدونس وخيار… في أحواض إذا لم نحظ بمساحات نجعلها حديقة؛

-إنشاء نواد بيئية في كل مكان بدءًا من النوادي الإلكترونية على غرار ناديكم الجميل مرورا بنوادي المدرسة والحي والشارع والمدينة ويمكنكم القيام بالكثير في هذا المجال: مثل صناعة بطاقات خاصة بأعضاء النادي والقيام بنشاطات مهمة كإجراء مقابلات مع أشخاص يهتمون بالبيئة وترويج بضاعتهم (أطعمة صحية، ملابس صحية، أثاث منزلي صحي..)

-نشر كل التجارب الناجحة بيئيا لتشجيع الآخرين على القيام بتجارب أخرى ناجحة؛

-نشر كل القصص والكتب التي تهتم بالبيئة من خلال تقديمها للأصدقاء مجانا وتنظيم ندوات حوارية حولها.

 فاتحة غازي: كلمة أخيرة لمجلة الفطرة.

الأستاذة إيمان:

أخيرا شكرا يا فاتحة الجميلة وشكرا لنادي البيئة ولمجلة الفطرة، أحبكم جميعا وأتمنى أن يحصل كل الأطفال عندكم على روايتي (مغامرات عطلة الربيع) هدية مني، لعلهم يجدون فيها بعض الأفكار التي لم أتطرق إليها في هذا اللقاء الذي أسعدني جدا جدا..