ذهب قرقوش في رحلة طويلة جدا يصطاد فيها ضحكات الصغار.. المسكينُ يجري يبحث عنها أشعث الرأس مُمزق النعليْن… وهي تهرب منه ضاحكة:
– ها ها ها…
يجري وراءها، بعيداً هناك فوق الجبال.. وحين يصل هوَ أخيراً إلى الجبال. تهرب هيَ منه بعيدا هناك على رمال الصحراء وهي ضاحكة:
– ها ها ها…
وحين يصل إلى الصحراء، تهرب منه ضاحكة بعيدا هناك وسط البحار..
يركب المسكين القارب، يصارع الموج، وقد تبلّلت كلّ ملابسه، نحو أعماق البحار، فتهرب منه بعيدا هناك خلف الغيوم وهي ضاحكة:
– ها ها ها…
ماذا يفعل المسكين؟…
ركب قرقوش المنطاد، وانطلق عالياً نحو الغيوم.. وحين وصل إلى الغيوم.. هربتْ منه ضحكات الصغار وذهبتْ بعيدا هناك وسط أدغال الغابات…
لحق بها قرقوش وهبط بمنطاده في وسط الغابات.. ولكنّ ضحكات الصغار كعادتها هربتْ منه متجهةً هذه المرّة نحو ظلام الكهوف وهي ضاحكة:
– ها ها ها…
أشعلَ قرقوش شمعة ينير بها طريقه وسط الكهوف الملتوية الباردة..
أحسّ قرقوش هذه المرة بالبرد والتعب الشديديْن..
– أيْن ذهبتْ ضحكات الصّغار يا ترى؟؟..
عاد قرقوش لكوخه تعيساً تعِباً.. ومن كثرة تعبه استلقى على فراشه، ونعلاه في رجليْه.. وذهب في نوم عميق.. لمْ يستيقظ معه إلا بفضل نداء ضحكات الصغار توقظه..
– ها ها ها… قم يا عمّي قرقوش.. فقد صاح الدّيك..
– ماذا؟؟؟.. أنتِ هنا بجانبي، يا ضحكات الصغار الغالية، وأنا أبحث عنك في كلّ مكان في الدنيا؟؟..
تم بحمد الله
أحمد بنسعيد
20 / 12/ 2013م
2 الردود على "قرقوش يصطاد ضحكات الصغار"
اترك رداً على hamdi daghay إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.
ما شاء الله عليكم مجلة الفطرة…
والله مفاجأة سارة جدا جدا جدا أ. عزيزة بزامي قصة دافئة بأروع الرسومات… لم أكنْ أتصوّرْ أنّ قرقوش سيكون جميلا لهذه الدرجة… ما شاء الله عليكم أسرة تحرير مجلة الفطرة..
تحياتي ومودتي.
معك حق وشكرا لك