المسجد الأعظم بسلا.. لمحة تاريخية

المسجد الأعظم بسلا.. لمحة تاريخية

برزت مدينة سلا في فترة الموحدية والمرينية وأصبحت مقصدا للمفكرين وللعلماء مما جعلها أهم المراكز العلمية إلى جانب فاس وسبتة وتلمسان، وكانت تعرف تزايدا كبيرا في الكثافة السكانية مما أدى إلى بناء مسجد يجمع سكان المدينة للصلاة وعقد الاجتماعات حول تسير المدينة والدولة:

وقد قمت ذات يوم بزيارة أهم المعالم التاريخية لهذه المدينة وهو المسجد الأعظم، وقد شاهدت خلال تجوالي بأزقة هذه المدينة أن هذه المدينة لازالت تحتفظ بالماضي في أزقتها الضيقة وأسواقها التقليدية، وعند وصولي إلى المسجد رأيت أبوابا كثيرة للمسجد، وقد دخلت من إحداها ورأيت أمامي فنا معماريا عجيبا أبهرتني الفسيفساء الفنية التي بني بها هذا المسجد.

المسجد الأعظم بسلا.. لمحة تاريخية

كما شاهدت كذلك قاعة الصلاة الكبيرة وإلى يميني صحن داخل البهو، ويتوسط  هذا الصحن صومعة ضخمة. ثم أخذت أتجول وقد التقطت صورا تاريخية وجمعت معلومات مهمة عن تاريخ بناء هذا المسجد: ومن جملة هذه المعلومات أن المسجد الأعظم قد أقيم على مساحة تفوق 5060 متر مربع تغطي مربعا منحرفا، ويتكون المسجد من صحنين تفصل بينهما حجرة صلاة، ويزخر بنقوش عديدة إلى أن أعمال الترميم المتواصلة جعلتها تختفي فلم يبق إلا إثنان..

وقد أسس المسجد في عهد بني يفرن ومن الشائع أن مؤسسه الأمير تميم الإفرن وذلك سنة 420 هجرية ثم رشي وتهدم سقفه سنة 1178 م ثم أعيد بناؤه وتوسيعه على يد يعقوب المنصور الموحدي، وقد كان يستعمل كمقر للقضاء حينها. ثم أمر السلطان عبد الرحمن بن هشام بإعادة بناء الصومعة..

أما الصومعة الموحدية فقد تهدمت بفعل صاعقة سنة 1244 هـ وكلفت إعادة بنائها 3000 ريال.

والمسجد الآن فخر لمدينة سلا، تحكي جدرانه تاريخ المدينة وأثر الحضارات القديمة، وسيبقى المسجد الأعظم معلمة تاريخية مهمة يعتز بها سكان مدينة سلا العريقة.

11 يوليو، 2017
1٬030 مشاهدات

0 الردود على "المسجد الأعظم بسلا.. لمحة تاريخية"

اترك رسالة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2017 © جميع الحقوق محفوظة للرابطة المحمدية للعلماء 

X