لقد ارتبطت الحضارة الصناعية الحديثة بالبترول ومشتقاته. فالبنية الحضارية للمدن الكبرى، ونمط العيش الاستهلاكي العالمي وعصر السرعة.. كل ذلك يعد نتائج مباشرة أو غير مباشرة لثورة البترول.
إن البترول يحتل مكانة كبيرة في الاقتصاد العالمي، بل إنه صار سلاحا إستراتيجيا فعالا، وموضوع نزاعات وضغوط خطيرة، وقد صار سعر البترول وإنتاجه وتصديره واستثماره ومدخراته أهم المشاكل المعاصرة، وصارت نتائجه السلبية المتمثلة في تلويت فضلاته للبر والبحر والجو التي تمثل أخطر المشاكل البيئية.
فاحتراق البترول وحده أفرز ظاهرة الإحترار الأرضي التي تهدد بتغير المناخ العالمي، وذوبان جليد القطبين مما قد يؤدي إلى فيضان البحار والمحيطات وارتفاع مستواها بحوالي 70 متر مع ما يتولد عن ذلك من مخاطر لذا فإن مشكلة اليوم واكتشافه وترشيد استهلاكه والبحث عن طاقات بديلة ونظيفة تشكل أهم دوافع البحث العلمي.
لقد صار البترول من أكثر المواد التصاقا بحياتنا اليومية محتلا المرتبة الأولى كسلعة كبرى في الاقتصاد العالمي، كما أن البترول فاق كل مصادر الطاقة الأخرى، فهو يستعمل في مجموعة من الميادين الحيوية.
إن ما يفسر هذا الاستعمال الواسع للبترول هو الخصائص النوعية التي يحتوي عليها فهناك سهولة الإنتاج بالآلات بحيث لا يتطلب عدد ا كبيرا من اليد العاملة وسهولة النقل والتخزين ومرونة الاستعمال، وسهولة تحويله إلى مركبات، ووفرته بنسب متفاوتة في عدد كبير غير قليل من دول العالم بعض جل المواد الخام الأخرى كالحديد والألمنيوم التي تحتكر إنتاجها بضعة دول في العالم.