“مهارات حياتية… من طفل إلى طفل” رهان يتحقق لوحدة الفطرة التابعة للرابطة المحمدية للعلماء

“مهارات حياتية… من طفل إلى طفل” رهان يتحقق لوحدة الفطرة التابعة للرابطة المحمدية للعلماء

 ملتقى للأطفال واليافعين لتنزيل هذه المهارات ضد فكر التطرف تحث شعار: “معا يمكننا الوصول“

    في محطة مشرقة أخرى من محطات مشروع “إشراق” الواعد، الذي يتخذ من تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال لدى الناشئة هدفا له، نظمت وحدة “الفطرة” التابعة للرابطة المحمدية للعلماء يومي الجمعة والسبت 09 -10 فبراير 2018، بمركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بسلا، ملتقى الأطفال والشباب تحث شعار “معا يمكننا الوصول”.

   ويأتي هذان اليومان التكوينيان، بعد تداريب ودروس مكثفة منذ أسابيع، عرفتها جنبات مقر وحدة الفطرة بسلا تحضيرا لهذا الحدث، الذي سيكون أبطاله هم الأطفال تنظيما واستفادة، ولذلك كان شعاره “من طفل إلى طفل“.

     وقد شهد هذا الملتقى الذي عرف مشاركة 160 طفلا وشابا، تنظيم برنامج تكويني حافل لفائدة الأطفال الأكثر عرضة للهشاشة، وأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومكفوفين، وأطفال في بداية الإدمان، وأطفال “الحريك” الهجرة السرية، والأطفال الأيتام والمتخلى عنهم. والمتراوحة أعمارهم ما بين 10 إلى 19 سنة ذكورا وإناثا، من خلال تقسيمها إلى أقسام عدة حسب الفئات العمرية، وتحت إشراف مديرة وحدة الفطرة وباقي أطقمها التربوية والتقنية واللوجستية، التي كانت تشرف عن قرب على أعمال هؤلاء الأطفال واليافعين دون أن تتدخل فيها، ليبقى الأطفال في الواجهة.

     وتنوعت فقرات هذا الملتقى الذي نظم يومي الجمعة والسبت 09 -10 فبراير 2018م. بتنظيم ورشات تكوينية متنوعة لفائدة 100 طفل ويافع وشاب أشرف على تأطيرها رواد وحدة الفطرة بالرابطة المحمدية للعلماء، من خلال نهج مقاربة التربية بالنظير بحيث عمل الرواد على تكوين نظرائهم في موضوع القيم والمهارات الحياتية وتقنيات التواصل الفعال، وتنظيم ورشات فنية متنوعة.

      وأشرف رواد وحدة الفطرة المكونين كذلك على عملية تتبع وتقويم جودة الورشات، من خلال توزيع استمارات التقويم الذاتي، وتدريب نظرائهم من خلال تمارين تطبيقية. إذ شهد اليوم الأول والثاني من هذا الملتقى تنظيم 24 ورشة تكوينية حول مواضيع: أهمية القيم في الحياة، ومناهج إدارة الذات، وتقنيات التواصل الفعال، ومناهج التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وحل المشكلات…

ومن المحطات المشعة لهذا الملتقى، التي كانت هذه المرة من توقيع الكبار لفائدة أطفال ويافعي الفطرة، نذكر :

1. محاضرة “التواصل الرقمي“، قدمتها الأستاذة عزيزة بزامي، مديرة وحدة الفطرة.
2. مناظرة حول “العنف السيبراني أو الرقمي” أدارتها الأستاذة عزيزة بزامي مديرة وحدة الفطرة للناشئة؛
3. مناظرة حول “أطفال الهجرة السرية” أدارتها الدكتورة إيمان الدوابي، إطار تربوي بوحدة الفطرة.
4. ورشة فنية حول موضوع “دور الفن في غرس قيم التسامح والعيش المشترك” أشرفت على تأطيرها الأستاذة بشرى لزهر، من أجل تهذيب الذوق الفني وغرس قيم التربية الفنية في صفوف الناشئة.
5. ورشة إبداعية حول بناء المجسمات الهندسية، أشرف على تأطيرها الأستاذ نور الدين قبابو.

     وتضمن الحفل كذلك عرضا قدمه رواد وحدة الفطرة حول تجربتهم العلمية والمعرفية بهذه الوحدة، وأهم البرامج واللقاءات الدولية والوطنية التي شاركوا فيها لإبراز مواهبهم لأقرانهم.

    وبعد كل هذا الجهد المبذول من طرفهم على امتداد يومين كاملين، جاء وقت الاعتراف وجني الثمار والفرح بها، إذ قدمت وحدة الفطرة بالرابطة المحمدية للعلماء، جوائز تقديرية للأطفال والشباب المشاركين في الملتقى ولرواد وحدة الفطرة، الذين سهروا خلال هذا الملتقى الذي نظم يوم الجمعة والسبت على تكوين نظرائهم، وتمليكهم مهارات حياتية.

    واختتم الملتقى فقراته التكوينية والفنية، الذي نظم تحث شعار “معا يمكننا الوصول” بحفل اختتامي قدم فيها رواد وحدة الفطرة أناشيد ولوحات تعبيرية، وسجل حضور مجموعة من المنابر الإعلامية التي قامت بتغطيات مباشرة للحدث، وأخرى لاحقة، وقدمت للرأي العام ثمرة عمل هذه البراعم والطاقات التي تشكل نساء ورجال الغد.

     وتجدر الإشارة أن برنامج “إشراق” الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بشراكة مع منظمة اليونيسيف، وبدعم من الحكومة اليابانية، يتغيا تعزيز القيم البانية التي تشمل قيم التسامح والوسطية والاعتدال لدى الناشئة وتعزيز المشاركة الرقمية لديها، ونشر ثقافة حقوق الطفل، وتوسيع شبكة الرواد لمكافحة التطرف. ودعم قدراتهم وتمليكهم مهارات حياتية وكفايات تثقفهم وتحصنهم من الاختراقات القيمية والسلوكية، وتمكنهم من الفعل الناجع والراشد بين نظرائهم  لكي يبنوا معا مستقبلا أكثر إشراقا لذواتهم وبلدهم.