آليات مناهضة العنف ضد النساء والفتيات ودور الشباب في تفعيلها

دجنبر, 2019

27دجنبر3:29 مساء- 3:29 مساءآليات مناهضة العنف ضد النساء والفتيات ودور الشباب في تفعيلها

تفاصيل النشاط

    شكل موضوع: “آليات مناهضة العنف ضد النساء والفتيات ودور الشباب في تفعيلها” محور الندوة الوطنية التي احتضنتها القاعة الكبرى بمحكمة الاستئناف بالرباط يوم الأربعاء 25 دجنبر 2019.

       افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالرباط الأستاذ عبد العزيز وقيدي، التي بين فيها أن التنمية الشاملة المستدامة والنموذج التنموي الجديد يتطلبان مكافحة كل الذهنيات والممارسات والبنيات الإقصائية للمرأة من أجل تمكينها من كافة الآليات التي تخولها ضمان كافة حقوقها.كما أكد أن المملكة تعيش في الوقت الحالي عددا من السياقات والرهانات الوطنية والدولية الهامة المرتبطة بحقوق الإنسان، وبخاصة وضعية المرأة التي لا يمكن فصلها عن سياق التحولات الكبرى والأوراش الإصلاحية الجارية بالمغرب.

 

 

     وذكر بأن المملكة عرفت مبادرات إصلاحية أعطت أهمية كبرى للمرأة المغربية من أجل ترسيخ مكانتها الواجبة لها وضمان حقوقها المشروعة إلى جانب مكونات المجتمع بدء بمدونة الأسرة، ودسترة المناصفة والمساواة بين الجنسين، وإخراج قانون يحمي النساء المعنفات، وإنشاء هيئة المناصفة، وإحداث المرصد الوطني لمحاربة العنف ضد النساء، والمرصد الوطني لتحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام.
وقد أكد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط الأستاذ الحسن الداكي أن المملكة المغربية تُعد رائدة في محاربة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات حيث تم إطلاق أول حملة وطنية سنة 1999، موضحا أنه تكريسا للاختيار الاستراتيجي للمملكة في مجال ترسيخ حقوق الإنسان، أقر المغرب إصلاحات وردت في دستور 2011 الذي نص على حظر ومكافحة كل أشكال التمييز.

 

وأضاف أن المشرع حرص على تكريس التوجه المناهض للعنف ضد النساء من خلال عدة تعديلات على القوانين الجنائية والمدنية العامة، وإقرار مجموعة من القوانين الخاصة، آخرها قانون يتعلق بمحاربة العنف ضد النساء رقم 103.13 والذي عمل على توسيع مفهوم العنف ضد النساء ليتجاوز العنف الجسدي إلى العنف المعنوي، والعنف الجنسي، والعنف الاقتصادي، والعنف اللفظي.

      وأضاف أن القانون 103.13 نم اعتماده وفق مقاربة تشاركية من خلال تبني مجموعة من أرضيات العمل لمختلف الفاعلين، واستند إلى المبادئ الأساسية المعتمدة في التصدي لظاهرة العنف وهي زجر مرتكبي العنف والوقاية منه وحماية ضحايا العنف والتكفل بهن، مشيرا إلى أن مقتضيات هذا القانون عكست فلسفة المشرع في توفير الحماية الجنائية الشاملة للنساء ضحايا العنف.

وقد توزعت محاور الندوة التي نُظمت فيإطار الحملة الوطنية لوقف العنف ضد النساء والفتيات، حول ثلاثة موضوعات كبرى تتعلق بـ”الحماية القانونية والقضائية للنساء والفتيات ضحايا العنف”، و”الآليات المؤسساتية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات: الحصيلة والآفاق”، و”دور الشباب والإعلام في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات والتحسيس بخطورته.

    وعرفت الندوة مشاركة وحدة الفطرة للناشئة في مداخلة حول موضوع: “دور الشباب في مناهضة العنف ضد النساء والفتيات” ألقاها الأستاذ وديع اليعقوبي ذكر فيها أن الرابطة المحمدية للعلماء منذ نشأتها بموجب ظهير ملكي شريف، وفي إطار هيكلة الحقل الديني وإصلاحه والذي يقوده أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عملت على العناية بالناشئة والشباب من خلال برامج تكوينية متنوعة تروم بناء قدرات هذه الفئة، ومواكبتها من أجل ترسيخ القيم الإنسانية المعتبرة، والإسهام مع مختلف الفاعلين في تملك أخلاق المواطنة البناءة التي تناهض كل أشكال العنف، والكراهية، والتطرف بما فيها العنف ضد النساء والفتيات.

  

 

   وأكد الأستاذ وديع اليعقوبي أن وحدة الفطرة للناشئة والشباب بالرابطة المحمدية للعلماء انخرطت في هذا المجال من خلال تجربة عشر سنوات عملت من خلالها على تقديم وتنزيل برامج تكوينية متخصصة لفائدة الأطفال واليافعين والشباب أطلقت عليها “برنامج رواد الفطرة”وهو برنامج يضم ورشات متنوعة في البيئة، والصحة، والمواطنة، والعلوم، والعنف السيبراني… ولقاءات تثقيفية، وورشات خاصة في النوع الاجتماعي ضد ثقافة التمييز والعنف والإقصاء، وتتبع ومواكبة الحالات الاجتماعية المهمشة من قبيل ضحايا العنف الجنسي، والجسدي، والنفسي، والأسري، والمدرسي وغيرهما..

      وفي السياق ذاته أضاف الأستاذ أن وحدة الفطر للناشئة تواكب كذلك مخطط بناء قدرات الشباب منذ الطفولة، من خلال الورشات والموائد المستديرة، واللقاءات الدولية والوطنية مع عدد من الخبراء في مجالات متنوعة متخذة أهمية الوعي بالزمن الراهن عاملا مهما في مواكبة وتتبع تغيرات السياق الزمني المعاصر، ونهج مقاربة استباقية تقوم على مبدأ التمنيع والتمكين أي تمنيع الشباب منذ طفولتهم بمهارات تمنعهم من مختلف الفيروسات المدمرة للقيم الأخلاقية، وبناء التقه بالذات والتفكير النقدي، والتفكير التحليلي لديهم. مؤكدا في نفس الوقت أن العنف ضد النساء والفتيات والذي هو محور اللقاء يشكل انتهاكا كبيرا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وله آثار نفسية واجتماعية مدمرة حيث إنه يعيق المساواة بين الجنسين ويشكل عقبة أما تحقيق التنمية والسلم. وهو أحد المواضيع والمجالات التي تشتغل عليها وحدة الفطرة من خلال “برنامج رواد الفطرة”.

      واختتمت الندوة بتأكيد الحاضرين على أهمية المواضيع والمداخلات والنقاشات بما ساهم في إثراء النقاش، والكشف عن مجموعة من التحديات حول آليات مناهضة العنف ضد النساء والفتيات، ودور الشباب في تفعيلها والتي ينبغي مواصلة العمل من أجلها.

التوقيت

(الجمعة) 3:29 مساء - 3:29 مساء

2017 © جميع الحقوق محفوظة للرابطة المحمدية للعلماء 

X