مشاركات رواد مركز الفطرة في ندوة “الحفاظ على الذاكرة ونقلها لترسيخ مفهوم الآخر”

february, 2021

11feb9:52 am- 9:52 amمشاركات رواد مركز الفطرة في ندوة "الحفاظ على الذاكرة ونقلها لترسيخ مفهوم الآخر"

Event Details

      شارك رواد مركز الفطرة للناشئة واليافعين في الندوة الدولية عن بعد التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء من خلال مركزها “تعارف” (مركز البحث والتكوين في العلاقات بين الأديان وبناء السلم)، بشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ومؤسسة “ذاكرة من أجل المستقبل” و”أرشيف المغرب”، في الفترة الممتدة من 25 يناير إلى 28 يناير 2021 منه. حول موضوع “حفظ الذاكرة ونقلها لترسيخ مفهوم الآخر”.

  تميز اللقاء الافتتاحي بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم أندريه أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وسالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، وأمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وإدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، وسيرج بيرديغو، أمين عام مجلس الطوائف اليهودية في المغرب والسفير المتجول. إلى جانب عدد من ممثلي المجالس والمنظمات والهيئات الوطنية والدولية.

   وتضمن برنامج هذا اللقاء عرض ومناقشة فیلم “أجراس توملیلین” لمحمد حميد درويش، فضلا عن جلسات للنقاش تتناول مواضيع متعددة من بينها “کیف نعید بعث اللقاءات الدولیة في إفریقیا؟” و”کیف یمکن أن تساهم عملیة نقل الموروث الروحي والثقافي في بناء مواطنة منفتحة؟”.

    وأوضح الدكتور أحمد عبادي، في الكلمة الافتتاحية أن هذا اللقاء الافتراضي الدولي يروم العمل على تجاوز الأسباب التي بدأت تضرب الذاكرات المشتركة على الصعيد العالمي، والعمل على إعداد الأرضية المعطياتية والوثائقية الميسرة القابلة للسكب في الحوامل الرقمية والعلمية أخذا بعين الاعتبار أن جيلي “Z” و”Alpha” لا يجب أن نغفل أن لهما وسائل تواصل خاصة بهم”، أخذا بعين الاعتبار كذلك أهمية إشراك جميع مكونات المجتمع في موضوع حفظ الذاكرة ونقلها، ولا سيما الأجيال الصاعدة”.

    من جانبها، أبرزت مديرة مركز “تعارف”، الأستاذة عائشة حدو، أن هذا اللقاء يركز على أهمية الحفاظ على الذاكرة بشكل عام ونقلها إلى الأجيال اللاحقة، مشيرة إلى أنه تقرر، من بين أمور أخرى، دراسة تجربة “دير تومليلين” كنموذج.

    وأشارت إلى أن هذا اللقاء يقترح إعطاء وقت للتفكير في مساهمة الذاكرة وحمايتها ونقلها، فضلا عن تعزيز قدرة الأفراد والجماعات في الحفاظ على علاقة منفتحة وهادئة مع الآخر، مؤكدة أن نقطة الانطلاق لهذا التفكير هي اللقاءات الدولية التي عقدت في الفترة الممتدة من 1956 إلى 1966 في “دير تومليلين” بالقرب من مدينة أزرو.

    وفي السياق ذاته أكدت الأستاذة عزيزة بزامي مديرة مركز الفطرة للناشئة واليافعين في كلمة لها بالمناسبة أن الحوار بين الثقافات وبناء ذاكرة جماعية، والاحتفاء المشترك بمعتقدات وأفكار الجميع شيء وارد متجدر في التاريخ المغربي.

مؤكدة على أهمية نقل الذاكرة وحمايتها وتعزيز قدرة الأفراد والجماعات في الحفاظ على علاقة منفتحة مفعمة بالقيم الجمالية.

    وكانت مشاركات رواد مركز الفطرة من خلال مداخلة كل من الرائدة فاتحة غازي والتي بينت أن مشكلة الكراهية والتعصب ليست سوى نتيجتين مباشرتين للجهل: جهل للآخر وثقافته ووجوده، وجهل أعمق للنفس وماهيتها أيضا. وأن مفهوم الآخر يشمل مختلف الأعراق والأجناس والأديان والثقافات وغيرها، أو المختلف عنا بصفة عامة. غير أن الإنسان الجاهل لا يرى في الآخر المختلف إلا دخيلا.

    موضحة أن المملكة المغربية، بلد التنوع والاختلاف، لا مكان فيه للحقد والتعصب تجاه أي مجموعة من الناس، فما نعيشه اليوم هو نتيجة خبرات هذا الذي نراه آخرا أو غيرا، إذ هو في الحقيقة جزء من كياننا وامتداد لنا.

   مضيفة أن الهوية القوية والمستقرة هي الدرع الأمتن ضد التطرف والتعصب. والسبيل لتكوين هاته الهوية يكمن في التعرف على تاريخنا وذاكرتنا الجماعية بشكل صحيح لتصير هذه الذاكرة جذورا متينة تكون بمثابة بوصلة توجه سيرنا في الحاضر.

   لتختتم كلمتها بأهمية دور الإعلام وثقافة التأثير في ترسيخ أسس هذه الذاكرة السليمة لدى كل مواطن منذ نعومة أظافره، وتزويده بمتغيرات السياق المعاصر حيث إن اندماج بعدي الذاكرة وفهم واقعنا المعيش يؤدي به إلى عيش مشترك آمن خال من ألغام الكراهية والتطرف.

   ومن جانبه أشار الرائد حمزة الدرياسي في مداخلته على أن الذاكرة هي الشاهد على هوية أمة من الأمم كيف كان نوعها، وهي طريق المستقبل وينبغي أن ننظر لتاريخ ذاكرتنا وهويتنا بعزة وافتخار والعمل على صيانته وتوثيق مكوناته والتشبت بمزاياه وخصاله.

   أما مداخلة الرائدة فاطمة الزهراء المدني فقد بينت فيها أن الذاكرة جزء مهم من هويتنا وبدون الهوية لا قيمه للإنسانية، فهي تساعد على تقبل الآخر وعلى تبادل المعرفة ولو نظرنا للتاريخ قليلا سنكتشف أن أجدادنا وأسلافنا كان لهم هدفا العيش بسلام بدون عنصرية، وتقبل الآخر وتبادل المعرفة.

   موضحة أن شباب اليوم لا يعرف تاريخ ذاكرته وهويته بالشكل الصحيح، وبالتالي وجب التفكير في الطرق الصحيحة التي تنمي هذه الذاكرة في صفوف الشباب من خلال إنتاج فيديوهات وكبسولات قصيرة ترسخ هذه المفاهيم.

   وبالنسبة لمداخلة الرائد سعد صادق كانت حول أهمية نقل الذاكرة من جيل إلى أخر؛ لأن نقل الذاكرة يساعد في الحفاظ على الهوية، ويجعل الشباب يتعرف على ماضيه وتاريخه وحضارته كذلك.

   مضيفا أن من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سوف يرى الحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة، ولذلك لابد أن نعرف ما حصل كيف نتجنب الوقوع في الأخطاء مرة أخرى.

   مؤكدا في نفس الوقت أن ما يجب أن نفهمه من هذه المقولة هو أنه بدون ذاكرة لا توجد علاقة حقيقية بالمكان فعندما لا نقرأ ولا نبحث عن ماضينا سنبني فقط علاقة مزيفة مع وطننا وأكثر من ذلك هو انقطاع الاتصال مع هويتنا في المستقبل.

   في حين تمحورت مداخلة الرائدة خديجة أشرقي حول أهمية توعية الشباب والناشئة بصفة عامة بأهمية الحفاظ على الذاكرة الثقافية المحلية، وعلى التراث المرتبطين بالهوية الوطنية والثقافة المتوارثة أبا عن جد. باعتبار أنها التراث الأصيل الذي تركه لنا الآباء والأجداد من عادات وتقاليد وقيم ثقافية متنوعة.

    أما مداخلة الرائدة فاطمة الزهراء البري فكانت حول أهمية التعرف على تاريخ تعايش الشعوب مع بعضها البعض وأن هناك بالفعل تعايش بين مختلف الديانات وخير دليل على ذلك تعايش المغاربة مع اليهود في “دير تومليلين” والتواجد المسيحي بالمغرب منذ القدم.

    ويأتي هذا اللقاء الافتراضي المنعقدة بين 25 و28 يناير 2021 عقب المؤتمر الإقليمي الأول للحفاظ على الموروث الثقافي للمجموعات الدينية (الرباط 3 و4 أكتوبر 2019) الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء ووزارة الخارجية الأمريكية.

 ويتضمن جدول أعمال هذا اللقاء، عرضا للشريط “أجراس تومليلين” لمخرجه محمد حميد درويش وعددا من الأوراش الأخرى منها على الخصوص، جلسة للذاكرة بعنوان ” كيف نعيد بعث اللقاءات الدولية في افريقيا ؟”.

                                                                            مركز الفطرة للناشئة واليافعين

Time

(Thursday) 9:52 am - 9:52 am

2017 © جميع الحقوق محفوظة للرابطة المحمدية للعلماء 

X