التسامح… أفق لسلوك الأطفال والشباب

november, 2017

15nov11:34 pm- 11:34 pmالتسامح… أفق لسلوك الأطفال والشباب

Event Details

      تزامنا مع اليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف السادس عشر من نونبر من كل سنة، نظمت وحدة « الفطرة » للناشئة التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، يوم الأربعاء 8 نونبر 2017 بمدينة سلا، لقاءا فكريا قيميا للأطفال والشباب تحت عنوان « التسامح… أفق لسلوك الأطفال والشباب» بتنسيق مع منظمة « اليونيسيف » وبدعم من الحكومة اليابانية.

      وأكد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن تنظيم هذا اللقاء يندرج في سياق المجهودات التي تبذلها الرابطة المحمدية بغية غرس قيم التسامح في نفوس الناشئة أجيال الغد، مشيرا الى أن التسامح ليس شعارا يرفع بل وضع نفسي يغرس في وجدان النشء، وتملك لكل القيم المتحورة حول التسامح بطريقة بانية تزول معها كل العوائق النفسية والوجدانية، والثقافية، ووضع حد للاصطدام الذي يتغيا اظهار الرأي الواحد والانتصار له.

      وبعد ان أشار عبادي الى أن التسامح ليس مفهوما استيطيقيا جماليا محضا، بل مفهوما وظيفيا، اعتبر أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للناشئة تملك القدرات والمهارات الحياتية التي سيعملون على تمريرها لنظرائهم المراهقين والشباب عبر مقاربة « التثقيف بالنظير »، التي أثبتت نجاعتها كوسيلة تمهير في نقل السلوكيات الإيجابية يردف المتحدث.

    وشدد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على ضرورة مخاطبة الناشئة بما يناسب ادراكها وبما يلبي انتظاراتها وتطلعاتها ومعاناتها على اعتبار أن المجتمعات الإنسانية تضم شرائح مجتمعية مختلفة تتطلب آليات تواصلية مختلفة، مبرزا أن الطفولة في حاجة لمن يعي تطلعاتها وانتظاراتها ومن يلعب معها اللعب العلمي الهادف الحامل للقيم البانية المسعفة على التسامح والرافضة لكل أشكال التطرف و رفض الآخر.

      وفي هذا الصدد، أوضح ذات المتحدث أن “وحدة الفطرة” للناشئة تنكب من خلال أنشطتها المختلفة على بلورة الألعاب العلمية الحاملة للقيم البانية المسعفة على التسامح، والمعززة للريادة، من قصص مصورة، وألعاب فيديو،.. وذلك من أجل اكساب الأطفال والمراهقين القدرات والمهارات الحياتية».

     وأشاد عبادي بمشروع «اشراق» الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بتنسيق مع منظمة « اليونيسيف » وبدعم من الحكومة اليابانية »، مشيرا الى أن سيكون مستقبلا قابلا للتصدير لباقي الدول الافريقية والعالمية عندما ستستكمل معالم هذا الصرح العلمي الهادف ».

     من جهته، قال بهزات نوباري، نائب ممثلة « اليونيسيف » في المغرب، ان « الأطفال والمراهقين عناصر مفتاح لتعزيز قيم التسامح في المجتمعات التي تمزقها الصراعات ونزعات التطرف »، مشيرا الى أن « هذا المشروع يروم الاسهام في تعزيز حقوق الطفل عن طريق غرس ثقافة التسامح في نفوسهم ».

      واعتبر ذات المتحدث أن “المشروع يهدف أيضا الى تزويد الأطفال «الرواد» بمجموعة من المهارات والقدرات الحياتية من أجل تمليكهم قيم التسامح وقبول الآخر، ونبذ العنف والتطرف»، مشيدا بالمقاربة الإبداعية للرابطة المحمدية للعلماء المرتكزة على انشاء موقع الكتروني لوحدة الفطرة كفضاء للأطفال لإبراز قدراتهم ومهاراتهم، وكمجال لتشبيك العلاقات وتعزيز قيم التسامح ومحاربة التطرف والعنف”.

      ومن منطلق التوجه الافريقي الجديد للدبلوماسية المغربية، والرؤية الملكية المؤطرة لعملها، ألقى أمادو اليهان كان، ممثل الفنانين والأدباء الأفارقة كلمة أعرب فيها عن تشكراته للمغرب ملكا وشعبا على اهتمامهما بالقارة الافريقية، مشيرا الى أن الزيارات الملكية السامية لعدد من بلدان القارة تجسيد لارتباط المغرب بجذوره الافريقية، وحرص من المملكة المغربية على تقاسم تجربتها في مجال تدبير الحقل الديني مع هذه البلدان.

     وأجمع أطفال وحدة «الفطرة» في كلمة بالمناسبة على أن وحدة الفطرة  بالرابطة المحمدية للعلماء عملت على تمكين الأطفال واليافعين والشباب من اكتساب المهارات الحياتية التي تؤهلهم إلى الفهم السليم لمحيطهم والاندماج الفعال في مجتمعهم والانخراط المتواصل في تحسين سلوكهم مما يدعم ترسيخ ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال، ويؤهلهم للإسهام في الرقي ببلدهم.

     وعبر الأطفال عن افتخارهم بالعناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لقارتنا الإفريقية، من أجل تعزيز صعودها على المستوى الدولي، وتثمين ما تزخر به من إمكانات اقتصادية وبشرية هائلة خدمة للأجيال القادمة، وتعزيزا للسلم والأمن والازدهار والتنمية المستدامة بها.وذلك من خلال إطلاق مشاريع مبتكرة ورائدة وذات منفعة متبادلة.

    وتحرص وحدة «الفطرة» للناشئة على تمكين الأطفال من اللغات الرئيسية المتكلم بها في القارة، وهي العربية والفرنسية والإنجليزية. كما تنكب على إعداد موقع الفطرة الإلكتروني باللغتين الفرنسية والإنجليزية استغلالا للوسائل التي تتيحها المصفوفة الرقمية. بغية تحقيق انفتاح شامل، انفتاح على إفريقيا وعلى باقي القارات، لتعزيز قيم التسامح والتعايش والتعارف…

     يشار الى أن مشروع «اشراق» يهدف إلى تعزيز ثقافة التسامح والمرونة والاعتدال من خلال خلق شبكة للشباب الرائد لمكافحة التطرف العنيف، ومواكبة المراهقين والشباب، خاصة أولئك الأكثر هشاشة »، والمتراوحة أعمارهم بين 10 و19 سنة، بجهتي الرباط – سلا القنيطرة، والدار البيضاء – سطات، وكذا الأطفال المعرضين للخطر القاطنين بالمؤسسات الخيرية أو في صراع مع القانون.

    وبعد انقضاء مدة ال12 شهرا من تنفيذ المشروع، سيكون الشباب الرائد قادرا على ممارسة تأثير إيجابي على أقرانهم، كما سيساهمون في مكافحة التطرف عبر الالتزام الرقمي والابتكار والتواصل بخطاب ينبني على التسامح والاعتدال.

    ويحظى المشروع المذكور بدعم عدد من الشركاء الوطنيين وفي مقدمتهم الرابطة المحمدية للعلماء، وزارة الشباب والرياضة، والتربية الوطنية والتكوين المهني، ومؤسسة التعاون الوطني، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بالإضافة إلى منظمات من المجتمع المدني.

Time

(Wednesday) 11:34 pm - 11:34 pm

2017 © جميع الحقوق محفوظة للرابطة المحمدية للعلماء 

X