ماري هوبسون

     أصدقائي رواد وحدة الفطرة مرحبا بكم في نادي الكتاب؛

موضوع اليوم خصصته للحديث عن الكاتبة والشاعرة والمترجمة الإنجليزية ماري هوبسون وهي من مواليد 1926، قررت تعلم اللغة الروسية في سن 56، و تخرجت وهي في الستينات من عمرها، وأتمت الدكتوراة في الفلسفة في 74 ..

    وهي الآن تتحدث الروسية بطلاقة، ترجمت هوبسون “يوجين أونيغن” وقصائد أخرى لبوشكين، و”ويل للطرافة” لألكساندر غريبويدوف.. فازت بجائزة غريبويدوف ووسام بوشكين لعملها.

صحيفة :Russia Beyond The Headlines الروسية التي تصدر بالإنجليزية في موسكو زارت ماري هوبسون في بيتها بلندن وحاورتها وذلك يوم الجمعة 22 أبريل 2016، وقد قامت بهذه المهمة لصالح الصحيفة يلينا بوزكوفا Yelena Bozhkova.

وإليكم نص الحوار 

الصحيفة: تعلم اللغة الروسية صعب في أي عمر، وأنت كنت في 56، كيف جاءت الفكرة إلى ذهنك؟

    ماري هوبسون: كنت قد أجريت جراحة لقدمي، مما تطلب بقائي في الفراش لأسبوعين في المستشفى. أحضرت لي إبنتي إيما ترجمة دسمة لرواية الحرب و السلام و قالت لي: “لن تجدي ابدا فرصة أفضل من هذه لقراءتها”.

لم أقرأ الأدب الروسي من قبل، لقد تعلقت بها بلا ريب، وإنهمكت فيها تماما .

قرأتها كما يأكل الإنسان الجائع، لم يكن على ظهر الورق خرائط لمعركة بورودينو، وكنت أصنع الخرائط لأحاول فهم ما كان يحدث .

      هذه أفضل رواية كتبت على الإطلاق، لقد صنع تولستوي فيها كل العالم، وأنت تقرأها ستؤمن بها .

إستيقظت في المستشفى بعد ثلاثة أيام من قراءتي للرواية و فجأة أدركت: “لم أقرأها البتة، أنا فقط قرأت الترجمة، يجب أن أتعلم الروسية”.

الصحيفة: هل قرأت الحرب و السلام باللغة الأصلية في آخر الأمر؟

     ماري هوبسون: نعم، كان ذلك أول شيء قرأته باللغة الروسية، إشتريت قاموسا روسيا ضخما، وإنزويت بعيدا. لقد إستغرق ذلك مني عامين، قرأتها كقصيدة وأحيانا كعقوبة.

      تعلمت الكثير، لازلت أذكر أين وجدت بعض الكلمات أول مرة “بين” مثلا .. تقريبا في السطر الثالث من الصفحة .

الصحيفة: هل تذكرين أولى خطواتك في تعلم الروسية ؟

     ماري هوبسون: وضعت برنامجا لتعلم اللغة الروسية في فصول مسائية، لكن صديقتي الروسية قالت: “لا تفعلي سأعلمك”. جلسنا في الحديقة وساعدتني لتذكر الأبجدية السيريلية .

      كنت في 56 في هذا الوقت و قد وجدت أنه من المتعب جدا القراءة بالأبجدية السيريلية .. لم أقم بذلك في المساء لأنني ببساطة لن أكون قادرة على النوم، فالنحو الروسي فاتن .

الصحيفة: لقد تخرجت لأول مرة وأنت في الستينات من عمرك، كيف كنت تشعرين بالدراسة مع الطلبة الشبان ؟

      ماري هوبسون: أود التوضيح أولا لماذا لم تكن لدي أي مهنة قبل الخمسينات من عمري. كان زوجي يعاني من مرض خطير ، خراج دماغي، cerebral abscess .. ، وصار معاق. كنت أعتني به و لنا أربع أطفال.. بعد 28 عاما لم أعد أستطع فعل المزيد فأصابتني الأمراض و الكآبة. وأخيرا أدركت أنه ينبغي علي الرحيل وإلا سأغرق معه .

     كان هنالك حياة في الخارج لم أعشها، وكان هناك الوقت لأذهب و أعيشها. تركته، مكثت وحدي ثلاثة أعوام في لحاف من النسيان والكآبة .

    بعدئذ إلتقطت الهاتف وطلبت رقم صديقتي الذي مضى وقت طويل منذ منحته لي، من المدرسة السلافية ودراسات شرق أوروبا بجامعة لندن .

” هل تقبلون الطلبة الكبار؟ ” “في الثانية و الستين” ؟ سألتهم. وقبلوني .

     عندما حان قدوم اليوم الأول في الفصل، كنت مرتعبة بكل ما تعنيه الكلمة. ذهبت مرتين إلى ميدان روسيل قبل أن أجرؤ على الدخول .

     الشيء الوحيد الذي حثني على فعل ذلك هو أنني قد إقترحت المكان وإذا لم أفعل فإن الأولاد سيخجلون مني. رفاقي في المجموعة نظروا إلي بقليل من الدهشة في البداية، لكن فيما بعد وسريعا جدا صرنا نكتب نفس الإختبارات ونقرأ نفس المادة ونقوم بنفس الترجمات .

الصحيفة: أمضيت 10 أشهر في موسكو كجزء من دورتك التعليمية، كيف كان شعورك وأنت في روسيا؟

    ماري هوبسون: بصعوبة تجرأت على فتح فمي، كنت أعتقد أنني سأخطيء، وأخيرا وبعد أسبوع تجرأت على الكلام بصعوبة. ثم فكرت- أنا هنا فقط لعشرة أشهر سأموت إذا لم أتواصل.. لابد أن أجازف. ثم بدأت أتمتم ببعض الهراء، قلت أشياء لم أعنيها أبدا، كنت أقول أي شيء ، وكان أخطر شيء هو إطلاقي للنكات.. كان الناس ينظرون إلي و كأنني كنت مجنونة. أكره قول ذلك، لكن في 1991 هبط الروبل الروسي تماما، ولأول وآخر مرة صرت إمرأة ثرية. إشتريت أكثر من 200 كتاب باللغة الروسية، منها 10 ” مختارات لأعمال كاملة” من المفضلة لدي لكتاب من القرن التاسع عشر .

    ثم كانت هنالك مشكلة وهي كيف سأحملها إلى البيت. 75 منها حملت إلى لندن بواسطة مجموعة زائرة لموسكو من مدارس أطفال، حمل كل واحد منهم ثلاثة كتب.

الصحيفة: ستحتفلين بعيد ميلادك التسعين في يوليو، ما هو سر طول عمرك ؟

     ماري هوبسون: إذا لم أذهب إلى الجامعة، إذا إستسلمت وتوقفت عن دراسة اللغة الروسية، فلا أعتقد أنني كنت سأعيش هذا العمر. هذا يجعل عقلك مفعم بالنشاط .. ونشيط بدنيا.. يؤثر في كل شيء. تعلم اللغة الروسية منحني حياة جديدة كاملة، وحلقة أصدقاء متكاملة.. وطريقة جديدة كاملة في الحياة ، بالنسبة لي كان ذلك فرصة ملائمة وهائلة لحياة جديدة .

 

 

1 الردود على "ماري هوبسون"

  1. مقال رائع جدا، يجعلك تشعر بحماس للتعلم أكثر وأكثر ، شكرا

اترك رسالة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2017 © جميع الحقوق محفوظة للرابطة المحمدية للعلماء 

X