شهادة الزور من أرذل الرذائل وأسوإ الأفعال؛ فهي تقوي الظلم، وتضعف الحق فكيف للفرد أن يشهد كذبا وبهتانا وهو على أتم المعرفة بأن ما يقوله بعيد كل البعد عن الحقيقة ومخالف لها؟ كل هذا يكون جراء أسباب متعددة من أهمها الكسب غير المشروع، الحسد والعداوة والرغبة في الانتقام، لقد بين ديننا الحنيف مدى فظاعة هذا الأمر الذي بدا شائعا في كثير من البلدان، إذ يقول الله في كتابه العزيز “فَاجتَنِبُوا الرِجسَ من الاَوثان وَاجتنبوا قول الزور“ [الحج، 28].
كما تعتبر شهادة الزور من أكبر الكبائر؛ ففي قول أحد الصحابة الكرام كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت“. [صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها، ح: 87.]
إذن من هنا نتأكد أن الإسلام حذر من قول الزور، وأمرنا باجتنابه بل جعله يقارب الشرك بالله وعقوق الوالدين لذمامته، وهذا يبين آثاره السلبية الخطيرة على المجتمع وأفراده؛ فهو يكسر ميزان العدل؛ لأنه ظلم وضياع للحقوق؛ وإعانة للظالم على طغيانه، أتمنى أن يكون أفراد مجتمعنا صادقين في أقوالهم شاهدين بالحق كي نعيش في مجتمع كله صدق وعدل وإنصاف.
0 الردود على "اجتنبوا شهادة الزور"